الأوراس المبهج @ aurès pittoresque
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ويحتفلون بيوم العلم

اذهب الى الأسفل

ويحتفلون بيوم العلم Empty ويحتفلون بيوم العلم

مُساهمة  محمدالصالح الأربعاء 27 أبريل 2016, 13:01

... ويحتفلون بيوم العلم! (محمد الهادي الحسني)
دُعيت من عدة هيئات في عدة جهات للمشاركة فيما يسمى "يوم العلم"، وللحديث عمّن اصطفيناه رمزا لهذا اليوم، وهو الإمام المرتضى عبد الحميد ابن باديس، الذي لم يَهب أحد من الجزائريين للعلم ما وهبه له هذا الرجل، الذي اعتبر "العلم هو وحده الإمام المتّبع في الحياة، في الأقوال والأفعال والاعتقادات"، ولذلك أجهد نفسه في نشر العلم، حتى وصل به الأمر إلى أن "يباشر خمسة عشر درسا يوميا"، كما شهد تلميذه مبارك الميلي. (البصائر. 28-1-1938).
الحقيقة هي أنني كنت ألبي دعوات الداعين على مضض، لأنني لا أحب أن "أغش" الناس بالحديث عن تقديرنا للعلم وتكريم العلماء، ونحن – رسميين وشعبيين – أكثر استهانة بالعلم و"إهانة" للعلماء، حتى إن الشيخ العربي التبسي اعتبر "الجزائر هي مقبرة العلم" كما أخبرني الشيخ عبد الرحمان شيبان، ولولا أن الأمر كذلك لما تشرف "كبار مسؤولينا" باستقبال "الحُمر" المستنفرة ممن يسمون المطربين والمطربات، ويستنكفون أن يستقبلوا العلماء، وأذكر أن الشيخ عبد الرحمان شيبان – رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – راسل "وزيرا" لمقابلته، فلم ينزل "معاليه" حتى للرد ولو بالرفض على رسالة الشيخ – إن دليلي على ما أقول هو أن الإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي يحسدنا، أو يغبطنا، عليه غيرنا، الذي وصفه الإمام ابن باديس بأنه "فخر علماء الجزائر"، مات في الجزائر "المستقلة" وهو لا يملك فيها شقة ولو من غرفة واحدة، وهو الذي أفنى عمره، من عهد التمائم إلى عهد العمائم، في خدمتها، وصدق الشاعر محمد السعيد الزاهري القائل:
ولو كان شعبي يقدر العلم قدره لأصبح من فوق السّماكين مثواه
ولكنه اختار الجهالة موطنا فبات بدار الهون والضيم سكناه
أما ابن باديس الذي نتغنى – نفاقا - كل سنة بأعماله وأفضاله على الجزائر والجزائريين فقد أُسّست مؤسسة للعناية بفكره وتراثه، ولكن مؤسسيها لم يمكّنوها من وسائل تحقيق ما أنجزت من أجله، وأولها توفير مقر محترم.. واكتفوا بركنها في قبو.. ولو كان المسؤولون على شيء لخصصوا لهذه المؤسسة أعظم وأفخم بناية في قسنطينة.. ولو كان أغنياء قسنطينة ذوي مروءة لبنوا لهذه المؤسسة ما تفخر به قسنطينة، ولكنهم جمعوا لمدرب إحدى فرقهم الكروية من الهدايا ما جعله يقول: كيف أحمل هذه الهدايا إلى بلدي، هل أحملها في باخرة أو في طائرة؟
ولا أتحدث عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها الإمام ابن باديس والخيرة من الجزائريين، فهي الآن - كما كانت في عهد الاستعمار الفرنسي- من "المغضوب عليهم" من سفهائنا وأراذلنا، وبادي الرأي منا، وإن لم تكن – إن شاء الله – "من الضالين"، الذين يُبيّضون أعمال لصوص الأموال.. وأعود لمحمد السعيد الزاهري الذي يخاطب الأكثرية من أمته التي تعشق الجهل إلى درجة تقبيل "وزيرة" رجل جاهل، فقال:
يا أمة ضحكت عليـ ها الناس من بيض وسود
ضحكوا من الجهل الذي غرقت به، ومن الجمود
محمدالصالح
محمدالصالح
Admin


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى